رحلتي مع الكلية

المنهاج المصري

في سنة 1955 حصلت على الموافقة للكلية الإبراهيمية في القدس بتدريس المنهاج المصري في صفوفها النهائية و قد قمت بفتح هذه الصفوف حسب المنهاج المصري حيث كانت الدراسة فيها مسائية و استعمالنا غرف الصباحية عدم توفر الغرف الدراسية لتلك الصفوف في الصباح سار التدريس على المنهاج المصري بنجاح فقدت تجاوز عدد طلاب الألف طالب و طالبة في كثير من الأحيان كان التعليم فيه مختلطا بنين و بنات  منذ ذلك الوقت أصبح التعليم مختلطا في جميع صفوف الكلية و استمر كذلك حتى ألان أصبحت الكلية في ذلك الوقت تسير على منهاجين أردني و مصري وكان للطلاب مطلق الحرية في اختيار المنهاج الذي يريده كان طلاب المنهج المصري يقدمون كل سنة امتحان الشهادة الثانوية العامة المصرية و كانت نتائج الإبراهيمية دائما جيدة بلغ عدد الذين خرجتهم الكلية على المنهاج المصري خلال 10 سنوات 3618 طالب و طالبة 3212 من الذكور و 406 من الإناث و التحق الكثير منهم في الجامعات المصرية و كان قبولهم فيها يعتمد على تحصيلهم في المعدل الشهادة الثانوية العامة المصرية كما كان معدل النجاح يقر نوع التخصص و اسم الجامعة التي يقبل فيها

كانت دائرة الامتحانات المصرية ترسل كل سنة لجنة خاصة على حساب الكليات التي سمح لها إن تدرس المنهاج المصري للإشراف على سير الامتحانات من الجدير بالذكر انه لم تكن للطلاب أو الطالبات الذين يتقدمون للالتحاق للمنهاج المصري سن معين للقبول و لذلك كانت الصفوف التوجيهي تضم بين طلابها و طالباتها الكثيرين من كبار السن و بناء على ذلك كان بين المتقدمين لدراسة التوجيهي المصري عدد من المعلمين و المعلمات و ضبات الجيش و الشرطة الذين لم تتوفر لهم لتكميل تحصيلهم الجامعي

كنت اذهب كل سنة إلى القاهرة لأحصل على نتائج الامتحانات و ابعث بها برقيا إلى القدس ثم أراجع قسم التسجيل للجامعات بالوزارة و أبرقها إلى الكلية بالقدس لتتولى الاتصال بطلابنا و تبليغهم باسم الجامعة التي قبلوا فيها وعن الاختصاص الذين قبلوا فيه كما كنت أقوم بشراء الكتب المقررة لعدم توفر هذه الكتب في مكتبات بيت المقدس كانت عملية شراء الكتب شاقة جدا حيث كان من الضروري الحصول على إذن بشراء و شحن هذه الكتب إلى القدس

على اثر ثورة العراق سنة 1958 ساءت العلاقات بين مصر و الأردن لم تسمح لي الحكومة الأردنية بالسفر إلى مصر بل و قامت الحكومة العسكرية في القدس باعتقالي ثم بنفي إلى معتقل الجفر ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإغلاق الكلية أيضا

تولت نديرة أبو غزالة بتولي قضية نفي و إغلاق الكلية فذهبت إلى عمان و قابلت دولة رئيس الوزراء سمير باشا الرفاعي و كانت امرأة أخيها شاكر أبو غزالة بصحبتها استمع  دولة رئيس الوزراء سمير باشا الرفاعي و قام بالاتصال بوزير التربية و التعليم بشان إغلاق الكلية و ضرورة إعادة فتحها اتصل وزير التربية و التعليم بحسن الكاتب (حاكم القدس العسكري) و أصدر إليه القوانين بفتح الكلية و عادت زوجتي إلى القدس و تولت إدارة الكلية

ثم صدر الأمر بالإفراج عني بعد 70 يوما من الاعتقال و عدت إلى القدس و استلمت إدارة الكلية و تولت زوجتي بعد ذلك أداء مهماتي في مصر إلى أن سمح لي بالسفر إلى القاهرة

في سنة 1967 توقف العمل بالتوجيهي المصري بسبب اعتراف الحكومتان المصرية و الأردنية كل منهما بمنهاج الآخر     

 


البريد الإلكتروني

info@ibrahimieh.edu

رقم الهاتف

025338500

العنوان

فلسطين - القدس - جبل الزيتون